الحلقة الثانية:اتفاق الأسرار!!
--------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الثانية:تبادل الأسرار!!
توقفت الشاحنة ومن خلفها السيارة الصغيرة عند بيت كبير وفخم.. به حديقة مليئة بالأشجار العالية والأعشاب الخضراء المقلمة في ترتيب بديع.. حمل العمال الحقائب إلى داخل البيت..
ونزل كل من كان في السيارة الصغيرة وكانت روان هي آخر من نزل.. جاء إليها أخوها الصغير يجري وهو يقول لها:
- تعالي يا روان سأريك غرفتي الجديدة الجميلة..
نظرت إليه روان بحزن ولم ترد.. فقالت منال لتنقذ الموقف:
- حقاً غرفتك جميلة يا صالح؟ تعال أرني إياها هيا..
أمسك صالح بيد منال واختفيا داخل البيت بينما جلست روان بحزن على أحد كراسي الحديقة.. وما لبث أن ساد الهدوء في المكان فقد انتهى العمال من تنزيل الحقائب.. وأخذوا أجرتهم ومضوا..
وبينما هي تنظر إلى السماء الواسعة والشمس التي كادت تختفي عن الأنظار.. سمعت صوتاً يقول:
- مساء الخير يا روان
تلفتت حولها فرأت خيالاً خلف الشجرة فقالت في فزع:
- بسم الله الرحمن الرحيم من أنت؟
- لا تخافي.. أنا هنا لمساعدتك
- من أنت؟ وكيف تعرف اسمي؟ وماذا تريد؟
- لا تخافي يا روان..لقد رأيتك حزينة فأحببت أن أساعدك..
- لا أحد يستطيع مساعدتي..
- لكني أستطيع أخبريني لماذا أنت حزينة؟
- كيف أخبرك وأنا لا أعرفك؟
- ماذا تودين أن تعرفي عني؟
- ما اسمك؟
- اسمي كريم..
- وماذا تريد أن تعرف عني يا كريم؟
سكت ذو القبعة الزرقاء قليلاً.. ثم قال وهو يقترب من روان أكثر ويخلع قبعته:
- أنا لي قدرات كبيرة.. وأستطيع فعل الكثير من الأشياء..
سمعا صوت صالح ينادي من بعيد فقالت روان بسرعة:
- اختبئ هذا أخي صالح..
لبس قبعته وقال بهدوء:
- لا تقلقي.. لا أحدي يراني سواك..
اقترب صالح وقال يحدثها:
- لماذا تجلسين هنا وحدك؟ العشاء جاهز.. هيا لنأكل..
نظرت إلى ذي القبعة الزرقاء ثم إلى صالح وقالت له:
- حسناً سآتي حالاً..
قالت بعد أن مضى صالح:
- أنت محق لا أحد يراك سواي..
- السر هو في هذه القبعة.. إذا لبستها لا أحد يراني..
- هذا رهيب.. يعني أنت تستطيع مساعدتي؟
- أكيد
- بل قل إن شاء الله.. لا تكن واثقاً جداً من قدراتك..
قال باستسلام ونفاذ صبر:
- إن شاء الله أستطيع.. هيا احكي لك سرك.. فقد أطلعتك على سري..
- بما أنه قد اتفقت أسرارنا.. سأطلعك على سري أنا أيضاً.. على أن تحفظ سري كما سأحفظ سرك..
- أتفقنا..
جلست تحت شجرة كبيرة وقالت بحزن:
- إنه رائع جداً, طيب جداً, كريم جداً.. يحب كل الناس.. يحن عليهم.. يعطف على الصغير والكبير.. عندما يحضر تنير الدنيا وتضيئ.. وكأن النهار قد أقبل..
- لغز هذا؟ تذكري أني لا أجيد حل الألغاز..
- إنه ليس لغزاً.. إنه من أحب.. عندما يأتي لزيارتي يثير داخلي السعادة والفرح ويشعرني بالأمان والراحة.. اتفقنا على أن يزورني بين فترة وأخرى.. وعندما حان موعد مجيئه انتقلنا إلى بيتنا الجديد قبل أن يأتي فكيف له أن يعرف مكاني؟ وأنا اشتقت إليه جداً جداً..
- لماذا لا تتصلين به؟
- لا أعرف له عنواناً.. ولا رقم هاتف.. ولا حتى ايميل!!
- أنت مخطئة.. كيف لا تعرفين عنوانه ولا رقم هاتفه كيف تتصلين به إذا احتجت إليه؟
- يعني أنت أتيت لمساعدتي أم للومي؟
- آسف سامحيني..
- عندما أراه في المرة المقبلة.. سآخذ منه كل أرقامه وايميلاته.. بل إني لن أدعه أبداً يذهب..
- حسناً.. وكيف أستطيع أن أساعدك في هذا الأمر؟
- لا أعرف.. أنت قلت إن لك قدرات كبيرة.. وتستطيع مساعدتي..
- فعلاً قلت.. ولكن.. كيف أفعل؟
- اذهب إلى بيتنا القديم فقد تلقاه هناك..
- فكرة جيدة.. سأذهب..
استوقفته وهي تقول:
- تذكر أيها الخفي أني أنتظرك على نار..
- لم أنس حتى أتذكر.. مع السلامة..
الأحد ديسمبر 27, 2009 12:16 pm من طرف مهند شريف