[b][font=Times New Roman][size=12][b][i] [u]المحطة الأولى[/u][/i][/b]
[b][i] هل تعلم أن الناصية, " و التي هي منبت الشعر في مقدمة
الرأس" هي المنطقة التي يجر الشيطان منها الإنسان إلى المعصية؟ قال
تعالى"ناصية كاذبة خاطئة" فإذا طاوعتها كنت من الذين"اتبع نفسه هواها" و
إذا أبيت كنت من الذين"نهى النفس عن الهوى", و هل تعلم أن السجود هو عبارة
عن ترويضٌ للناصية لتتمكن من كبح جماحها, و لتتمكن من السيطرة على ما تمليه
عليك ناصيتك؟[/i][/b]
[b][i] هل تعلم لماذا وصف النبي(ص.ع.س) الصلاة بأنها [u]عمود الدين[/u]؟[/i][/b]
[b][i]بكل بساطة, لن يكون بمقدور المرء الالتزام بدين الله بشكل كامل, ما
لم يستعين بالصلاة, قال تعالى:" و استعينوا بالصبر والصلاة, و إنها لكبيرة
[u]إلا على الخاشعين, الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم و أنهم إليه راجعون[/u]."[/i][/b]
[b][i] هل تعلم ما يجب عليك فعله لكي يكون الصبر و الصلاة لك
عونا؟ بكل بساطة, فإنه يتوجب عليك أن تؤمن بالله و تخشاه وتظن أنك ملاقٍ
ربك وأنك إليه راجع. فتكون من الخاشعين, فإن استطعت فعل ذلك ما يتبقى
عليك إلا الصبر على نفسك و على وساوس الشيطان و كذلك على تعليقات من حولك
من المستهزئين فتكون من المصلين[/i][/b]
[b][i] هل من هو أصدق حديثا من الله؟ قال تعالى:" وأقم الصلاة, إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر" و كذلك قال رسول الله(ص.ع.س):" من لم
تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر, فلا صلاة له." ألا تستنتج من هذا انه حسبك
الله و من ثم الصلاة, و الصلاة نفسها هي التي ستنهاك عن الفحشاء و المنكر؟
و لكن.....[/i][/b]
[b][i] هل كل من وقف على سجادة الصلاة صلى؟ إن للصلاة شروط و آداب,
إن لم تلتزم بها فإنك لن تجني الثمار التي ذكرناها سابقا, و يوم القيامة
ترد عليك هذه الصلاة, من أهم هذه الشروط و الآداب[u]. إسباغ الوضوء, الخشوع في الصلاة, قراءة الفاتحة بتأني و تمعن, إتمام الركوع و إتمام السجود[/u], فعليك [u]الصبر[/u] عليها لتجني ثمار الصلاة[/i][/b]
[b][i] هل تعلم ما هي السعادة الحقيقية؟ السعادة الحقيقية هي التوافق
التام بين متطلبات الروح وأفعال الجسد, و بما أن متطلبات الروح غالبا ما
تناقض شهوات الجسد, فإنه يتطلب منك إرادة زائدة للتغاضي عن إلحاح الجسد
لتلبية شهواته و ذلك لتجنب اضطراب الروح, فإن ذلك بحد ذاته يعد فوزا, ما
يجعلك تشعر بالسعادة من صميم قلبك, و كلما تكرر ذلك الفوز, كلما دام الشعور
بالسعادة.[/i][/b]
[b][i] هل تعلم لماذا؟ لأن الروح دائما تواقة لله تعالى, و ذلك
لأنها من روح الله, قال تعالى:" و نفخت فيه من روحي" فهي بفطرتها تعلم ما
يغضب الله تعالى و ما يرضيه, غير أنها لا تملك القدرة على منعك من فعل
المعصية, أنت الذي تقرر الإقدام على المعصية أم لا, فإن قررت أنت فعل
المعصية, تراها اضطربت و خافت, و أنت تشعر بهذا الاضطراب.[/i][/b]
[b][i] أما إن استطعت تمالك نفسك فصرفتها عن الإتيان بالمعصية
لوجه الله, تراها فرحت و رفرفت للنصر الذي احرزته, ألم تسمع الحديث القدسي
الذي وعد الله فيه الذين يتركون شيئا هم له محبين لوجه الله, أنه يبدلهم
مكانه لذة يشعرون بحلاوتها في قلوبهم؟ ألا توافق أن هذا الشعور هو محض
السعادة, فهو غير مرتبطا البتة بالمال أو السلطان أو بأي شيئ مادي من هذه
الدنيا الزائلة.[/i][/b]
[b][i] وهل تعلم أن التجاهل المستمر لاضطرابات الروح يجعلك تعتاد
عليه فلا تلاحظه, وهذه هي نقطة الخطر و التي وصفها الله تعالى في القرآن
"قسوة القلب" قال الله تعالى" ثم قست قلوبكم" من كثرة تجاهل اضطرابات
الروح. غير أنك تشعر بالقلق المستمر من دون أن تعرف السبب, و بين كل فترة و
فترة تشعر بالفراغ, و لا تدري بماذا تملأه.[/i][/b]
[b][i] هل تعلم سبب تناقض شهوات الجسد و متطلبات الروح؟ ذلك يعود
لمنشأ كل منهما, فإن الروح منشئها من السماء, يأتي بها الروح الأمين جبريل
عليه السلام من عند الله و ينفخها في الجنين بإذن الله, فهي من عند الله,
تضطرب لمعصيته, و ترفرف و تفرح لرضاه, فهي الفطرة التي فطر الله الإنسان
عليها, و هي الدليل على ما يرضي الله, والإنذار الذي تشعر به عند الشروع
بالمعصية. [/i][/b]
[b][i] أما الجسد فمنشاة من التراب, و هو ينجذب لكل شيء أرضي, قال
تعالى:" زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من
الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث, ذلك متاع الحياة
الدنيا." [/i][/b]
[b][i] هل تعلم من هو الحكم الذي يحكم بين الروح و الجسد؟الحكم
بينهما هو حتما العقل, العقل هو العنصر المحايد بين اضطرابات الروح و إلحاح
الجسد. هو الذي يقدر إلحاح الجسد لفعل شيء ما, هل يجوز فعله أم لا, ومن ثم
يصدر القرار النهائي بالرفض أو القبول, و هنا يبدأ دور الناصية و التي
اصدر لها العقل أمرا بالرفض.[/i][/b]
[b][i] هل تعلم ما الدور الذي تلعبه الناصية؟ بعد أن أصدر العقل
قرارا برفض فعل أمر ما, تبدأ الناصية بالمفاوضات بأن هذا الأمر يرق لها , و
أنها تريد الإتيان به, والعقل إما أن يصر على الرفض ويعطي الأوامر لسائر
أعضاء الجسد بعدم التحرك, أو أنه يطاوع إلحاح الناصية, و يطلق العنان
للأعضاء......[/i][/b]
[b][i] هل تعلم متى يقع الإثم؟ بعد أن شعر العقل باضطراب الروح في
صدره و أيقن أنه مقدم على شيء لا ينبغي فعله, و على الرغم من هذا انصاع
لإلحاح الناصية, و أطلق العنان لأعضاء الجسد بالحركة و القيام بهذا العمل,
هنا يكون قد وقع الإثم. و بالتالي يشعر العقل بالوهن أمام شهوات الجسد
فيشعر بالهوان و الذل و تتزعزع الثقة بالنفس.[/i][/b]
[b][i] هل تعلم متى تقع المصيبة؟ بعد أن يأتي المرء بالإثم, إن ندم و
شعر بالأسف فذكر الله فاستغفر لذنبه بصدق, يغفر الله له إن شاء, و تبدا
لديه فترة نقاهة و تعافي بعد السقوط, ولكن المصيبة تقع إن بادر العقل
بتبرير فعلته لنفسه و يواسيها و يصر على فعلته و ذلك ليتجنب الشعور بالذل و
الهوان إثر المعصية, وذلك بأن يقنع نفسه أن هذا ليس بالفعل العظيم ليشعر
بتأنيب الضمير.[/i][/b]
[b][i] هل تعلم ماذا قال تعالى بهذا الشأن؟ قال تعالى في سورة آل
عمران:"و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا
لذنوبهم, و من يغفر الذنوب إلا الله, و لم يصروا على ما فعلوا و هم
يعلمون."[/i][/b]
[b][i] هل استطعتم الآن الربط بين المحافظة على الصلاة و حسن أدائها و بين السعادة الحقيقية؟[/i][/b][/size][/font][/b]