The MasTer الاداره العامه
مساهماتى : 5714 عمري : 34 التقييم : 88 مجموع النقاط : 43514 نوعـي : موطنى : هواياتى : مزاجى :
| | الحلقة الخامسة: صندوق البطاطس | |
الحلقة الخامسة: صندوق البطاطس
دخل صالح إلى المطبخ.. وأخذ يفتش في الصواني التي أعدتها والدته للإفطار.. - أمي هل صنعت صينية البطاطس؟ - لا ليس بعد.. - اووووه لماذا؟؟ ألم أقل لك أريد صينية البطاطس اليوم؟ - بلى قلت.. لكن أنا ماذا أفعل؟ طلبت من والدك أن يحضر صندوق بطاطس لكنه لم يأتِ بعد!! - لم يبقَ على الأذان سوى نصف ساعة وهو لم يأتِ؟ - غداً أصنعها لك.. - أنا أريدها اليوم.. يعني اليوم.. - صالح؟ أنا لست ساحرة.. كيف أصنع صينية بطاطس بدون بطاطس.. كن ولداً عاقلاً واغرب عن وجهي الآن!
خرج صالح من المطبخ غاضباً.. سألت منال والتي دخلت لتوها المطبخ: - لم يأتِ والدي بعد؟ - لا.. اذهبي واتصلي عليه.. أخاف أن يكون قد أصابه مكروه.. - لم يصبني مكره ولا هم يحزنون.. (هكذا قال الأب وهو يصفع بصندوق البطاطس على الأرض ويجلس عند طاولة المطبخ واضعاً يده على خده وهو يتابع قائلاً) : - ساعتين يا أم صالح.. ساعتين حتى أشتري صندوق بطاطس لا تتخيلي الأعداد المهولة من الناس.. كأنها خرجت كلها لتتسوق.. بعد هذا المجهود الذي بذلته اليوم لا تقولي أنك تريدين الذهاب إلى السوق الليلة.. - لكنك وعدتني أن تأخذني السوق الليلة يا محمد.. - غداً.. غداً آخذك إلى أي مكان تريدين دعيني أنسَ هذه الرحلة اليوم!! (سكت قليلاً ثم قال وهو يشير إلى ذات الصندوق) : تصوري أن البضائع زاد سعرها إلى الضعف؟ لم ينتصف الشهر واحتجنا إلى شراء أغراض جديدة.. - إنه شهر الصيام.. يعني ماذا تأكلون إذا لم أطبخ وماذا أطبخ إذا لم تشترِ؟
كانت روان تستمع إلى أحاديثهم من عند النافذة الخلفية للمطبخ.. انتبهت إلى ظل أمامها بين الأشجار فتوجهت نحوه بفرح: - هذا أنت أيها الخفي؟ - أنا.. - أهلاً بك.. - ماذا بك؟ تبدين متضايقة! - أبي رجع من السوق غاضباً.. ويبدو أنه سيحدث خلاف بين الوالدين! - من أجل صندوق البطاطس؟ - نعم.. كيف عرفت؟ - كنت مع والدك في السوق.. - حقاً؟؟! - والدك معه حق.. كل شيء زاد سعره إلى الضعف وأكثر من الضعف أيضاً.. من أجل ذلك الناس تحتاج ميزانية خاصة في هذا الشهر!.. - إنه شهر الصوم.. يعني موسم.. - والفقراء ماذا يصنعون؟ - المفروض أن تزيد الرواتب في هذا الشهر.. - بل المفروض أن لايستغل التجار هذا الموسم.. ويتقوا الله في الناس.. - المفروض.. - ونحن أيضاً.. علينا أن لا نبالغ في الشراء.. حتى لا نعطيهم الفرصة لاستغلال الموسم.. - وهل ذلك ممكن؟ - لم لا.. فقد اشتكى الناس غلاء اللحم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لهم: لا تشتروه!! (جلس تحت شجرة ثم تابع قائلاً) : قليل هم الذين يراعون الناس الفقراء.. في شهر الرحمة.. سبحان الله لا توجد رحمة!
طالعته روان بحزن وقالت: - كأنك لم تحضر لي أخبارعن حبيبي؟ - لا يا روان.. والله إن حال الناس مؤلم.. - أنت رقيق المشاعر يا خفي.. تتألم من أجل أناس لا تعرفهم؟ - ليتني أستطيع فعل شيء.. لكني إن شاء الله سأفعل شيئاً من أجلك.. سأبحث عن حبيبك حتى أجده.. - لا تتعب نفسك.. فأنا لا أريد أن أكلفك ما لاتطيق.. - لا تقولي هذا الكلام ثانية.. ألم أقل لك أني متشوق أكثر منك لمقابلته.. - أنا متأكدة بأنك ستحبه لو عرفته.. - حسناً اذهبي الآن فقد أُطلق مدفع الإفطار.. - لن أنسى أن أدعو لك فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.. - تقبل الله منك يا روان..
لوح بيده يودعها بينما اختفت هي داخل البيت. | |
|
الأحد ديسمبر 27, 2009 12:15 pm من طرف مهند شريف