The MasTer الاداره العامه
مساهماتى : 5714 عمري : 34 التقييم : 88 مجموع النقاط : 43499 نوعـي : موطنى : هواياتى : مزاجى :
| | الحلقة الرابعة: هل يشبعوا إذا جعنا؟؟ | |
الحلقة الرابعة: هل يشبعوا إذا جعنا؟؟
أمسى الوقت.. وغطى الكون ظلام الليل الدامس.. وروان جالسة في نفس المكان الذي التقت به ذا القبعةالزرقاء من قبل..
وهي تفكر في صمت: مضت عدة أيام ولم يحضر فهل كان مجرد حلم؟؟ أم أنه فعلاً حدث حقيقي وشخص ٌ خفي تطوع أن يبحث لي عن حبيبي دون مقابل؟
نهضت من مكانها بعد أن ألقت نظرة على القرص الذي توسط السماء معلناً عن أفول شهر راحل.. وقدوم شهرٍ جديد دخلت غرفتها بعد أن مرت على والديها اللذين كانا يجلسان في غرفة المعيشة.. وهي لم تنتبه لوجودهما قالت الأم: - ألم تلاحظ يا محمد حال روان؟ إنها حزينة ومكتئبة.. - لاحظت ذلك يا أم صالح لكن ما عساني أفعل لها؟ غداً تتعود على البيت وعلى الحي ويكون لها أصدقاء جدد هنا ويتغير الحال إن شاءالله - أتمنى ذلك يا محمد وترجع روان كما كانت..
وفي دارها جلست روان تتخيل حبيبها الغائب.. تنهدت بعمق وهي تتذكر حنانه وعطفه وكم مر عليها الليل وهي تشعر بالدفء وبأن الظلام نور يضيء كأنه النهار عندما يكون حبيبها معها.. وقضت الوقت كله تحلم بعودة ذلك الحبيب الرائع وتدعو الله في سرها أن يعيده إليها سالماً..
وتفاجأت بأحدهم يطرق نافذة الغرفة.. نهضت من مكانها بوجل.. وسمعت صوتاً ألفته أذناها من قبل يقول: - هذا أنا يا روان لا تخافي.. ابتسمت وهي تشعر بالارتياح وتنهض بسرعة وتقف عند النافذة: - هذا أنت أيها الخفي؟ - آسف لأني جئت إلى دارك.. لكني وجدت النور مضاء.. فأيقنت أنك صاحية.. - هل مازالت الشوارع مزدحمة بالناس التي تشتري؟ - خفت الناس قليلاً - لماذا تأخرت إذاً؟ - لقد حضرت مرتين ولم أجدك.. - حقاً؟؟ اعتقدت أنك كنت حلماً.. أو أنك نسيتني؟؟
ضحك ذو القبعة الزرقاء وقال: - ليست الأولى ولا الثانية.. - يبدوأنك عندما حضرت كنت مشغولة مع والدتي وأختي في المطبخ نحضر طعام الإفطار.. - وهل حضرتم طعاماً شهياً؟ - طبعاً.. أمي طباخةماهرة.. - وأنت؟ - أتعلم.. أنا مازلت صغيرة.. (تأملت ملامحه ثم قالت) :ما بك أيها الخفي.. تبدو حزيناً.. - أنا حزين لأن الناس تعد الكثير من الطعام ثم تلقي به في سلة المهملات بينما يوجد كثير من الناس لا يجدون ما يأكلون.. - هذا لأنهم صائمون وعندما يشعرون بالجوع فإنهم يعتقدون بأنهم سيأكلون الطعام كله.. - وهل هذا هو الصيام ياروان؟ الهدف من الصيام أن نشعر بغيرنا من الناس الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم.. ولا يجدون ما يسد جوعهم.. - مساكين هؤلاء الفقراء.. لكنهم لن يشبعوا إذا جعنا نحن!! - هم لن يشبعوا لكن المبذرين كانوا أخوان الشياطين.. ونحن نستطيع أن نبحث عنهم ونساعدهم.. كما فعل حبيبك يا روان..
صفقت روان من الفرح وقالت: - حبيبي؟؟ وهل رأيته؟؟ - نعم.. لقد كان شخصاً نبيلاً.. اشترى حاجيات لبيته.. ثم أخذ منها جزءاً وأعطاه لعائلة فقيرة.. كانت لا تجد ما تعده للإفطار.. - ألم أقل لك بأنه رائع؟ - بلى قلت.. - وأين هو؟ هل أخبرته عن مكان بيتنا الجديد؟ - هذه هي صورته.. انظري - يا خفي... - ماذا؟ - هذا شخص نبيل وشهم حقاً.. لكنه ليس من أحب! - ليس هو أيضاً؟؟ - أنا آسفة.. لكن ليس هو!! - لا تعتذري.. ولا تقلقي.. سأبحث عنه حتى أجده.. - أيها الخفي.. انتظر.. أنا لا أريد أن أتعبك.. - لا أبداً أنت لا تتعبيني.. بالعكس أنا متشوقٌ أكثرمنك لرؤية حبيبك.. إلى لقاء قريب.. ابتسمت روان وانطلق لسانها يدعو للخفي بالتوفيق.. ثم راحت على فراشها تنشد نوماً هنيئاً تحلم فيه بحبيبها. | |
|
الأحد ديسمبر 27, 2009 12:15 pm من طرف مهند شريف