رشح الحزب الوطني الحاكم بمصر الرئيس حسني مبارك للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وهو ما حسم به الحزب الوطني الحاكم في مصر الجدل الدائر منذ سنوات حول تسمية مرشحه القادم للرئاسة، وكذلك قضية التوريث في حديثين متزامنين لصفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الحاكم بمصر، أدلى بهما الخميس 26-8-2010. لصحيفة الأسبوع المستقلة ومجلة "المصور" الحكومية.
وقال الشريف "إن هناك إجماعا حزبيا من قيادات وقواعد الحزب الوطني وأماناته على الرئيس مبارك مرشحا باسم الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة وإننا فقط ننتظر قرار الرئيس نفسه، فنحن لا نجترئ على رغبة الرئيس".
التصريحات قطعت الشك باليقين
وفسر الدكتور عمرو هاشم ربيع المحلل السياسي للشأن الداخلي المصري لـ "العربية.نت" أسباب صدور هذه التصريحات، التي قطعت الشك باليقين فيما يتعلق بملف الانتخابات الرئاسية القادمة، أن هناك رأيين في الحزب أحدهما مؤيد لمبارك الابن والآخر للأب.
وقال الدكتور عمرو الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية لـ "العربية.نت" "ما يزيد هذا الشعور بالانقسام هو ما قاله الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني أمس فى إحدى الفضائيات المصرية "أن اسم جمال مبارك مطروح لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة في 2011 وأن الشروط التي وضعها القانون تنطبق عليه ".
وأضاف أمين إعلام الحزب الوطني "نحن لا نستطيع أن نفرض على الرئيس أن يرشح نفسه، هذا قراره وفقا لظروفه ورؤيته لدوره ومهمته، إذا قرر فنحن معه، وإذا لم يقرر فجمال أحد الأشخاص الذين يمكن النظر فيهم، إلا أن هلال أكد أن مرشح الوطني غير معروف، والحزب لم يتفق سلفا على شخص بعينه".
وأوضح هلال "أن الشروط التي وضعها القانون تنطبق على جمال كما تنطبق عليه وعلى 49 عضوا في الحزب، في إشارة لأعضاء الهيئة العليا، ورفض اعتبار ترشيح نجل الرئيس لانتخابات الرئاسة توريثا إذا تمت الانتخابات في إطار مفتوح وفيها مرشحون أقوياء، وتتابعها أجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وتتسم بالنزاهة والشفافية.
عودة للأعلى
بداية صراع
وأكد د. عمرو هاشم ربيع "أشعر أننا أمام بداية صراع داخل الحزب الوطني يظهر على السطح لأول مرة بين تيار مرتبط بالشباب ذو رؤية متطورة في العمل السياسي ،وهذا التيار يرتبط ارتباط مصالح مع جمال مبارك وبين تيار آخر مرتبط بالمؤسسة العسكرية "
وعما إذا كانت هذه التصريحات الأخيرة حول حسم تسمية مرشح الرئاسة ترجع الى تكثيف حملات دعم جمال مبارك ليترشح للرئاسة ذكر الدكتور عمرو هاشم أن هذه الحملات"قد تكون أحد الأسباب لكن ما أيقظ هذه الحملات المؤيدة لجمال مبارك هو حملة دعم البرادعي وأيمن نور، ولكن ما حدث أن هذه الحملات المؤيدة لجمال مبارك طالبت بعدم ترشح الرئيس مبارك في بعض لافتات الدعاية".
وحول ما إذا كانت هناك رغبة من الرئيس مبارك في أن يترك الساحة لنجله ويتخلى عن ترشيح نفسه يؤكد المحلل السياسي الدكتور عمرو هاشم ربيع أنه ليس لدى الرئيس مبارك أي رغبة في ترشيح نجله للرئاسة نظرا لطبيعته العسكرية التي نشأ عليها أولا، وحتى لا يقال أنه أعاد مصر إلى الملكية حتى لو كان اختيار جمال مبارك رئيسا لمصر يتوافق مع القانون والدستور، وحتى لا يقال أيضا أنه يعزز مسألة التوريث.
ويستدرك د. عمرو هاشم ربيع قائلا "لكن ما من شك أيضا أنه ليس لدى جمال مبارك رغبة في الترشح للرئاسة، وأن هناك محموعة المصالح هي التي تدفع به دفعا بشكل كبير وهم من داخل الحزب نفسه، وهم أيضا أحد أسباب الصراع الدائر في الحزب الآن والذي دفع بصدور هذه التصريحات المفاجئة عن تسمية مرشح الحزب من خلال تصريحات صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني، أما عن مدى استجابة جمال مبارك لقبول ترشيح نفسه فهذه تحكمها عوامل كثيرة من السابق الحديث عنها ".
عودة للأعلى
الدقاق نفى الصراع
من جانبه نفى مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة اكتوبر المصرية وعضو أمانة الإعلام بالحزب الوطني وجود أي انقسام بالحزب ويؤكد للعربية.نت " أنه لا توجد تيارات متصارعة على قضية ترشيح الشخصية القادمة في الحزب للانتخابات القادمة، ولا يوجد ما يسمى بالحرس القديم والجديد، فمرشحنا الرئيس حتى الآن هو الرئيس مبارك صاحب الخبرة والتاريخ الوطني والمنتخب انتخابا شرعيا في الانتخابات الماضية والذي لا يزال يحكم ولم تنته مدة ولايته بعد".
ويؤكد مجدي الدقاق "أنه لا يوجد تضارب بين تصريحات الأمين العام للحزب وتصريحات أمين الإعلام الذي يقول "إنه عندما يقرر الرئيس مبارك ترشيح نفسه فالحزب بالكامل سيؤيده وإذا لم يقرر ترشيح نفسه فالهيئة العليا بالحزب الوطني بها 49 شخصية وطنية ستجري انتخابات داخلية أولا بين القواعد وهيئة المكتب على تسمية المرشح الآخر ولدينا نخبة من الأكفاء داخل هذه الهيئة، مثل صفوت الشريف، والدكتور زكريا عزمي، والدكتور ثروت باسيلي، وأسماء أخرى كثيرة قد يقع الاختيار بينها، لكن ليس هناك صراع وليس هناك انقسام أو تضارب في التصريحات".
ويشير مجدي الدقاق "إلى أنه قد يكون هناك اختلاف بين وجهات النظر في بعض الأمور، لكن ليس هناك اختلاف إطلاقا حول الخطوط الأساسية للحزب، وأكد مجدي الدقاق "أن صفوت الشريف أحد القيادات التي أسست للأجيال الجديدة في الحزب فكيف يقال بعد ذلك أنه يمثل الحرس القديم "