في اليوم الثاني
ختم القرآن الكريم تلاوةً وفهماً وعملاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " يقال لصاحب القرآن :
اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية ( كنت ) تقرأ بها " [ صحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة ]
"
والمقصود بقارئ القرآن في الحديث: هو الذي كان يتلوه في الدنيا حق تلاوته،
ويعمل بأحكامه فيأتمر بأوامره ويزدجر عن نواهيه، فهذا قارئ القرآن الذي
يقرؤه رغبة فيه ، وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام أن من ثوابه أنه يقرأ
يوم القيامة كما كان يقرأ في الدنيا، وأن منزلته في الجنة عند آخر آية
يقرؤها، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن (
عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة) قال الحاكم: إسناده صحيح ."
[المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه]
يا
أصحاب القلوبِ، هل تعانونَ من قلوبٍ قاحلةٍ؟! أتريدون تحويلها إلى جنّةٍ
غنّاء؟! إذن فقد اهتديتُم، هُنا الحلّ وهنا الدّواء فعلاجُكم قراءة
القرآن..
يا عبادَ الرّحمن، يا إخوانَ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، لا تكونوا ممّن هجر القرآن فاشتكاهم الرّسول إلى ربّهِ..
قال تعالى {
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } [30، الفرقان]
" وذكر أهل العلم عند تفسير هذه الآية أنواع هجر القرآن وهي:
1- عدم الاستماع إليه إذا تلي، وإكثار اللغط والكلام عند تلاوته حتى لا يسمع.
2- ترك الإيمان به وعدم التصديق .
3- ترك تدبره وتفهمه.
4- ترك العمل به فلا تمتثل أوامره ولا تجتنب نواهيه.
5- ترك التحاكم إليه.
6- عدم الاستشفاء به.
7- العدول عن سماعه إلى سماع آلات اللهو والغناء والطرب، نسأل الله أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه."
[المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه]
هذا هدفنا الثّاني الذي نريد تحقيقه في رمضان، ختم القرآن تلاوةً وفهماً وعملاً؛ نسأل الله أن يوفّقنا في ذلك..
هيّا
بنا نحوّل هذه القلوب التي اعتلاها صدأ الدّنيا وغبار الإهمال إلى روضةٍ
غنّاء، يُحييها كلام الرّحمن، ويُنيرها جمال الإيمان، هيّا بنا نصنع
قلوباً جديدةً، قلوباً تعرف اللهَ حقّ قدرِهِ، وتشكرهُ جميلَ سترِهِ..
كم مرّة عليّ أن أختم القرآن الكريم؟!
لا
أريدُ أن أحدّد لكم ما قد يبخلُ به البعض أو يستهونْه آخرون.. في الحقيقةِ
هدفنا ليس تقليب صفحات القرآن، وليس التّفاخر بعدد مرّات التّلاوة ولكن
الهدف هو التماس التغيير الحقيقي في نفوسنا جرّاء قراءة القرآن، فالفائز
فينا هو من يلمس التّغيير الأكبر في نفسه بسبب قراءة القرآن وفهمه والعمل
به.. ومن يستطيع ذلك فليُعلّمنا ممّا علّمه الله..
ولمن لا يُتقن قراءة القرآن فله الحلّ..
"
اعلم وفقك الله أن كلاً من القراءة والاستماع مطلوب وقد قرأ النبي صلى
الله عليه وسلم القرآن وقد سمعه من غيره كما ثبت في الحديث الصحيح أن
النبي صلى الله عليه وسلم طلب من ابن مسعود أن يقرأ عليه. وقد استمع النبي
صلى الله عليه وسلم لقراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. فكل من القراءة
والاستماع مطلوبان ويكون الأفضل بحسب حالة الشخص نفسه فقد يكون في حالة
القراءة له أفضل وفي أخرى أن يستمع للقرآن من غيره أفضل. وينبغي له أن
يكون أكثر حاله القراءة لأن ذلك الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه حيث إن القراءة تشغل اللسان والقلب والعين وقد روى الإمام أحمد في
مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "
من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة". والله تعالى أعلم "
[المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه]
ولأنّ
أسئلة النّساء تكثر في رمضان عن وجوب لبس الحجاب أو الوضوء أو الطّهارة من
الحيض لقراءة القرآن أو عدم وجوب ذلك فهذه الفتوى لتُطفئَ ظمأهنّ..
"
يجوز للمرأة أن تقر القرآن بدون حجاب، والمرأة إنما تطالب بالحجاب إذا
كانت في مكان يخشى أن يراها فيه الأجانب فيجب عليها أن تستر جميع بدنها،
أو إذا كانت تصلي فيجب عليها أن تستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين،
وكذلك يجوز لها أن تقرأ القرآن بدون وضوء، أو إذا كانت حائضا أو نفساء،
إلا أنها لا تمس المصحف، لأن المصحف لا يمسه إلا من هو على طهارة."
[المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه]
الوقتُ الذي لا أستطيع فيه قراءة القرآن، كيف أنال أجره؟!
"
فقراءة القرآن أجرها عظيم عند الله تعالى ففي سنن الترمذي ومستدرك الحاكم
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"
وكذلك الاستماع إلى من يقرأه مباشرة أو بواسطة شريط. قال الله تعالى: (
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [الأعراف:204]
وقد
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
أن يقرأ عليه القرآن ليسمعه منه كما في الصحيحين، وثبت عنه أيضاً أنه مر
على أبي موسى الاشعري ليلة وهو يقرأ القرآن فوقف يستمع إليه. والحديث في
الصحيحين أيضا،ً وقال النووي في شرح مسلم : وفي حديث ابن مسعود هذا فوائد
منها استحباب استماع القراءة والإصغاء إليها، والبكاء عند تدبرها،
واستحباب طلب القراءة من غيره ليستمع له، وهو أبلغ في التفهم والتدبر من
قراءته بنفسه. انتهى محل الغرض منه.
وقد اختلف أهل العلم: هل قراءة
القرآن أفضل أم الاستماع إلى من يقرأ؟ فذهب طائفة إلى الأول نظراً لكثرة
النصوص الصريحة المرغبة في قراءة القرآن.
وذهب طائفة أخرى إلى أن
الاستماع أفضل نظرا إلى أنه أبلغ في التدبر والتعقل وذلك هو المقصود
الأعظم من القرآن، وكَأنَّ الإمام النووي يميل إلى هذا في كلامه السابق
والذي ينبغي هو أن يجمع الإنسان بين ذلك كله فيقرأ تارة ويستمع تارة."
[المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه]
إذن
أثناء تحقيقنا لهذا الهدف فإنّنا زيدُ من ميزانِ حسناتنا بإذن الله تعالى،
ألا والله إنّها لتجارةٌ رابحة.. قراءةُ قرآن وإحياء قلوبٍ تكادُ تكون
ميتة..
ربحَ البيع يا قارئ القرآن .. ربحَ البيعُ يا حاملَ القرآن..
ولكنّ أخواتي ..