كثيرة هى الأرقام ولكن قليلون من يعرفون دلالتها، هذا بالضبط ما ينطبق على
الإعلان الذي أطلقه الرئيس محمد حسنى مبارك، فى كلمته اليوم خلال مؤتمر
جماهيري عقد ضمن زيارته لمحافظة بنى سويف، فإن لم يكن هذا إعلان صريح
بالاستعدادات لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة ، فليس له معنى آخر، حيث
قال الرئيس أن الدولة ستقيم 16 منطقة صناعية جديدة بشتى المحافظات، مع جذب
المزيد من المصانع للمناطق الصناعية القائمة، وأكد الرئيس أيضا أن الدولة
ستواصل جهودها لرفع مستوى الإنتاجية والقدرة على المنافسة، ولتحفيز
الاستثمار الصناعي، ورفع معدل النمو بقطاع الصناعة ليصل إلى 10% بحلول عام
2013.
هكذا أطلق الرئيس مبارك ثلاث أرقام لكل منها دلالته ولكن الدلالة الأكبر
والاهم كانت فى التاريخ " 2013" ، أي بعد عامين من انتهاء الفترة الرئاسية
الحالية لمبارك وهو يعنى بالتأكيد انه سيظل يتابع هذه المشروعات من موقع
المسئول ، لأنها ليست خطة زمنية للتنمية تقع على عاتق التنفيذيين، بغض
النظر عن تغير الأسماء فى القيادة السياسية ، ليست مصر التي يحدث فيها
هذا، كما أن حديث مبارك هنا يذكرنا بجملة قالها عام 2004 قبيل الانتخابات
الرئاسية حين قال انه "سيظل يمارس مهامه في السلطة ما دام في صدره نفس
يتردد"، ليقطع حينها كل التكهنات التي انهالت حول تنحى الرئيس وتولية ابنه
جمال للسلطة وزيادة فى التأكيد شدد الرئيس مبارك على ضرورة التركيز على
محاصرة البطالة خلال المرحلة المقبلة منوها بالأهمية الخاصة لقطاع الصناعة
فى تحقيق هذا الهدف، حيث كلف الحكومة بالتعامل معه باعتباره أولوية قصوى
خلال المرحلة المقبلة، و تكرار مصطلح "المرحلة المقبلة" هنا كان مقصودا من
قبل الرئيس ، فهي رسالة واضحة لكل المتقافزين حول موقفه منم الرئاسة ، ان
يتوقفوا على التخمينات والمراوغة، فالرئيس أيضا المح لهم أن القضية
المستقبلية ليست مهارشات الديوك حول مطالب التغيير ، او سيناريوهات
التوريث وإنما على حد قوله"الوقت قد حان لانطلاقة جديدة تعيد قضية التشغيل
وفرص العمل لقلب تحركنا وأولوياته".